يتحدث الكتاب المقدس مراراً عن العالم مشيراً إلى الحال التي وصل إليها بعد سقوط الإنسان وفقدان الإنسجام الكوني "إن العالم كلّه وطأة الشرير" (1يو 19:5) أي إن العالم خاضع لسلطة الشيطان لذلك يظهر في حياة المؤمن تناقض بين عالم "الجسد" وعالم "الروح" (رو 1:8-13)، ولكن هذا لا يعني أن بإمكاننا وصف الجسد الإنساني أو المادة كلّها بالشر. فنحن نعلم أن الإنسان قد خلق "على صورة الله" وهذه الآية لا تشير إلى الروح وحسب بل إلى الإنسان بكامله لأنه وحدة روحية جسدية، أو كما يقول القديس غريغوريوس بالاماس:"لا نعني بالإنسان روحاً وحسب ولا جسداً وحسب بل الروح والجسد معاً وعنهما كليهما نقول إنهما خلقا على صورة الله" ولكن الإنسان لم يلبث في حالته الطبيعية بعد السقوط. لقد وقع جسده تحت تأثير الأهواء فأسماه الكتاب المقدس "جسداً" إلا أن الكنيسة لا تحتقر الجسد. فما تحاربه هو أهواء الجسد لا الجسد نفسه. لذلك يقول نسّاك البرية:"نحن لم نتعلّم قتل أجسادنا بل أهوائنا" أي أن المسيحيين لا يسعون إلى قتل أجسادهم بل إلى إماتة الرغبات و"أعمال الجسد" (غلا 19:5)، والاهتمامات الجسدية. انظر (1يو14:2) "أميتوا إذاً أعضائكم التي في الأرض بما فيها من زنى ودعارة وشهوة وهوى فاسد وطمع وهو عبادة الأوثان، فإن تلك الأشياء أسباب لغضب الله" "إن الذين هم خاصة المسيح قد صلبوا جسدهم وما فيه من أهواء وشهوات" (غلا24:5)
تعليقات
إرسال تعليق
برجاء المشاركه والرد لتبادل الافكار والتشجيع